معالي زكي أنور نسيبة: قيمٌ لا تندثر
المدونات
خلال الوحدة الثالثة، رحب سعادة أحمد طالب الشامسي، مدير برنامج خبراء الإمارات، بالسيد/ ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، في حواره مع الدفعة الحالية ومع خريجي برنامج خبراء الإمارات. وانطلاقًا من خبرته في القيادة نحو تحقيق المصلحة العامة، ألقى السيد/ كاميرون الضوء على الدور الفريد الذي تضطلع به القيادة والمهارات التي يجب أن تتمتع بها في سبيل دفع دفة التحول الاستراتيجي وتحقيق إنجازات على هذا الصعيد.
وتمشيًا مع تعليم المشاركين في إطار الوحدة الثالثة، أشار السيد/ كاميرون إلى كتاب ريتشارد ثالر "Nudge" أو "التنبيه"، والذي يشرح فيه كيفية استخدام المنظورات السلوكية لتعزيز القرارات الفردية ومن ثم تحقيق المصلحة الجماعية. وواصل السيد/ كاميرون حديثه قائلاً، أن المنظورات السلوكية هي مثال على تحقيق الأهداف الأشمل والأعم من خلال القيادة بشغف:
"عندما تكون رئيسًا للوزراء، فإن اتخاذ القرارات الكبيرة بشكل محض وخالص يكاد يكون أمرًا مستحيلاً – ولكن التعزيزات البسيطة مثل تحقيق المزيد من الشفافية، وتشكيل فريق للمنظورات السلوكية، أو مشروع 100,000 جينوم يسهل تحقيقها وتؤدي في النهاية إلى نتائج إيجابية."
تناولت جلسة سؤال وجواب التي تم عقدها مع السيد/ كاميرون مجموعة كبيرة من الموضوعات التي تراوحت ما بين التقنيات الناشئة والبيانات الكبيرة وصولاً إلى قمة مؤتمر المناخ (COP28) ومبادئ الحوكمة في ذلك العالم المحيط بنا الذي يشهد تطورات سريعة. والواقع أن الخيط المشترك الذي غلف الحوار كان الصراع ما بين الخبرات الراسخة للمؤسسات وضرورة الابتكار وذلك لتحقيق تغييرات تدوم أبد الآبدين.
على سبيل المثال، سوف تعتمد الشركات الناشئة المنتشرة التالية على البيانات التي تكشفها المؤسسات الحكومية، على حين أن المؤسسات العالمية عادًا ما تغوص في وحل البيروقراطية وتحتاج إلى ضغوط خارجية كي تستحث الاتجاه نحو التحول. وفي مثال آخر شاركه السيد/ كاميرون، قد يعتمد السياسي على فريق الخبراء التابع له لصياغة سياسة تستند إلى الأدلة المتاحة، ولكن التطبيق الناجح لهذه السياسة يستلزم الحرية في تجربة المقاربات الجديدة:
"إن الإصلاحات التي كانت في الأغلب الأكثر نجاحًا هي تلك التي تضع الحكومة لها إطار عمل ولكنها تطلب من القطاع الخاص تنفيذ مثل هذه الإصلاحات."
وفي سبيل ذلك، أعرب السيد/ كاميرون عن إعجابه ببرنامج خبراء الإمارات كونه وسيلة فريدة لتطوير شبكة من المبتكرين المطلعين على أحدث خبرات المبدعين الآخرين. مشيرًا إلى أن البلاد شهدت العديد من التغيرات الملموسة منذ أول زيارة له منذ عشر سنوات مضت. وتابع السيد/كاميرون حديثه قائلاW:
"أثار انتباهي ذلك الاستثمار الهائل في رأس المال البشري الذي تضطلع به الإمارات العربية المتحدة. ]...[ . من وجهة نظري أرى أن الدول الأصغر مساحة تتمتع بميزة فريدة ألا وهي إمكانية ضخ الاستثمارات ]مثل برنامج خبراء الإمارات[ لبناء إمكانات في رأس المال البشري على نحو فعال."