برنامج خبراء الإمارات | المدونات

المدونات

خبراء الدفعة الرابعة من برنامج خبراء الإمارات في قدفع: الابتكار بوحيٍ من المجتمع
24 يونيو 2025

24 – 26 فبراير 2025 | قدفع، الفجيرة

قدّم برنامج خبراء الإمارات – الدفعة الرابعة في وحدته الخامسة تجربة تعليمية استثنائية، حيث انتقل المشاركون من قاعات الدراسة إلى قرية قدفع الساحلية في الفجيرة، لخوض تجربة غامرة شاملة في منهجية التفكير التصميمي. وبالتعاون مع مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، تعاون المشاركون على مدار ثلاثة أيام لمعالجة تحديات مجتمعية حقيقية، وذلك باعتماد منهجية تتمحور حول الإنسان لحلّ المشكلات، ودمج مهارات التحليل الدقيق مع العاطفة والإبداع.

وفي إطار رحلتهم إلى القرية الساحلية، استقل الخبراء قطارات الاتحاد، مما قدم لهم لمحة عن مستقبل النقل المستدام والمتصل في دولة الإمارات. وقد وثقت خبيرة البرنامج سارة لقمان هذه التجربة في فيديو متميز حظي بانتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفتها بأنها "تجربة استثنائية بكل المقاييس". وأظهر الفيديو كيف تساهم البنية التحتية للدولة في دفع عجلة الابتكار وتسهيل ربط المجتمعات النائية أكثر من أي وقت مضى.

وانطلاقاً من العقلية التحليلية، ركزت التجربة على إعادة تعريف المشكلات من خلال التفاعل المباشر مع المجتمع والإبداع المنظم، مما ساهم في تقليص الفجوة بين الفكرة والتنفيذ الفعّال لها. انطلقت الوحدة بتعزيز الأدوات المعرفية في محاضرة مكثفة بعنوان "التعلم بشكل أسرع، التفكير بشكل نقدي، وتذكر المزيد"، حيث قدّم كريم العباس، مدير Enlighten Education بالمملكة المتحدة، تقنيات مبتكرة لتعزيز قدرات التعلم والذاكرة وإدراك الإدراك أو ما يُعرف أيضاً بمصطلح "ما وراء المعرفة"، مما يساعد في إرساء أسس التفكير التحليلي والابتكاري في البيئات المعقدة.

ومن أبرز مزايا التجربة كان العمل الميداني الغامر الذي جرى تحت إشراف البرفيسور نيلز بيلو، محاضر أول في جامعة ماكغيل؛ وجابر الظنجاني، الميسّر المحلي من "قرى الإمارات"، وأجرى خلالها الخبراء مقابلات هادفة، وقدموا ملاحظاتهم، وشاركوا في العديد من الأنشطة الثقافية الغامرة في مختلف أنحاء قدفع. كما تضمنت التجربة العديد من الزيارات إلى ورش العمل الزراعية والحرفية، مما أسهم في تعزيز فهم الخبراء للمجتمع وتحدياته وتطلعاته. كما تخللت الأمسيات عدة أنشطة تعاونية، منها تحدي الطهي، الذي لم يكن فقط وسيلة لتعزيز العمل الجماعي، بل فرصة حقيقية للتفاعل مع تقاليد القرية بشكل مباشر وهادف.

وتوّجت هذه التجربة بنماذج أولية ومفاهيم تصميمية مبسطة، طورتها الفرق واستعراضها أمام أعضاء لجنة البرنامج وممثلي مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة. وعكست هذه المقترحات توازناً بين مهارات التحليل الدقيق والتعاطف المجتمعي، موضحةً دور منهجية التفكير التصميمي في تحقيق قيمة ملموسة لكافة المجتمع.

وقد أكدت الوحدة الخامسة أن الابتكار لا يقتصر على المختبرات أو جلسات التخطيط، بل يبدأ من التعاطف الحقيقي مع الإنسان. كما ساهمت زيارة خبراء البرنامج إلى قدفع في تغيير مفهوم حل المشكلات من مجرد تمرين عقلاني، إلى مهمة إنسانية ترتكز على أصوات واحتياجات وإمكانات المجتمع الحقيقية.

ترقبوا معنا أبرز أنشطة الرحلة.